Tunisiens Libres: حركة النهضة والثورة التونسية

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

lundi 20 janvier 2014

حركة النهضة والثورة التونسية

حركة النهضة والثورة التونسية
طوال الايام الاولى للثورة التونسية، لم يرصد لحركة النهضة، سواء بالداخل او الخارج، اي موقف من أحداثها ولا من مطالبها، لكن هذه الضبابية لم تدم طويلا في تاريخ ٨ جانفي ٢٠١١ وعبر قناة الحوار اللندنية علّق راشد الغنوشي على الثورة بأنها " احتجاجات أبناء نظام بن علي" الذين وصفهم ب" مجموعة من الشباب المستعد لبيع البلاد" دون ان يغفل عن التشديد على ان لا احد من أبناء حركة النهضة شارك فيها لأنهم " بين السجون او المنفى".
هذه التصريحات التي أدلى بها زعيم حركة النهضة سرعان ما نفاها في برامج إذاعية تلفزية وأنكر انه قالها، وتحدث يومها عن دعم الحركة للثورة، وهذا الدعم القادم من الخارج عبر الاحتجاج امام سفارات تونس في الخارج، ومنها سفارة تونس بإنجلترا التي شارك فيها الغنوشي يوم ١٢ جانفي اي بعد أربعة ايام من تنكره لها.
ما أتاه راشد الغنوشي يمثلا عينة جيدة لرصد ملامح التكتيك السياسيّ لحركة النهضة، ويمكن أن نتّخذ التدخلات الإعلامية لكوادر الحركة ورموزها المقيمين في الخارج نقطة ارتكاز. فالجامع بين هذه التدخلات هو إجماعها على ان ما يحدث ليس من تدبير حركة النهضة وان بن علي يمكنه ان ينقذ البلاد ثانية. فقد رأينا، مثلا، زياد الدولاتلي عبر قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ ١٢ جانفي يتحدث عن ٧ نوفمبر جديد .
هذا الخيار الذي اتبعته حركة النهضة في التعاطي مع احداث الثورة، كمناسبة لانتزاع الاعتراف بها وإطلاق سراح مساجينها من قبل النظام السابق، ربما الدافع له ولغياب شعارات حركة النهضة ،كالتكبير والصداح بالشهادة، اضافة الى غياب قواعدها، باستثناء حالات فردية، عن السّاحات الاحتجاجيّة الداخليّة، ولعل ذلك يندرج في باب التكتيك السياسيّ الرامي إلى الحفاظ على سلامة القواعد من العودة للسجون ؟
غير ان الحركة و مباشرة بعد 14 جانفي، حرصت على ان تطبع الثورة ببصمتها فكان صوت التكبير . وتهادت الجلابيّات في شارع بورقيبة بالعاصمة التونسيّة. وانعقدت حلقات نقاش عديدة حول العلمانيّة واللائكيّة والهويّة، لنصل في مرحلة اخرى الى الحديث عن ثورة إسلامية يطلقها اليوم متعاطفون مع الحركة او قريبون منها وربما غداً تطلقها حركة النهضة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire