Tunisiens Libres: القرامطة ...اول حركة اشتراكية في التأريخ الاسلامي

Home

Home

http://tunisienslibres.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html

mardi 21 janvier 2014

القرامطة ...اول حركة اشتراكية في التأريخ الاسلامي


القرامطة ...اول حركة اشتراكية في التأريخ الاسلامي

القرامطة ...اول حركة اشتراكية في التأريخ الاسلامي
نبيل عبد الأمير الربيعي

تعتبر دولة الزنج التي ظهرت في ايام الدولة العباسية عام255 هجرية البذرة والنواة الاولى لظهور الحركة الانسانية حركة القرامطة التي تتصف بالمباديء الاشتراكية وسيطرت وحكمت مناطق شاسعة في شبه الجزيرة العربية وتغلبت على الدولة العباسية ذات النفوذ الواسع والقوة بالعدة والعدد والسلاح وتدريب الجيش , ويعتبر الباحثين ان اقدم الاشتراكيات في التأريخ هي اشتراكية دولة القرامطة التي ابتدأت عام278 هجرية في خلافة الخليفة العباسي المعتمد وقوي أمرهم في خلافة المعتضد العباسي .
تنسب حركة القرامطة الى مؤسس الحركة ( حمدان بن الاشعث) الذي يلقب بقرمط وقد قدم من الاهواز العربية الى الكوفة الاسلامية عام 278 هـ/ 891 م , واقام بها وتأثر أهل الكوفة بهذا الزاهد والمتقشف الذي يأكل الا من كسب يده من عمله. وفي اللغة العربية القرمطي بكسر القاف والميم تعني تقارب الشيء بعضه من بعض ويقال خط الشخص قرمطي أي مقرمط اذا كان ذلك.
لقد نجح هذا الزاهد المتقشف الى اجتذاب العديد من المناصرين الذين لقبو حركتهم حالاً بالقرامطة وتم تفسيره من قبل الباحثين باشكال كثيرة مثل: (قصير الساقين او أحمر العينين).فرق الشيع للنوبختي ص61
ولقد قدم الباحث الاستاذ كامل داود في موضوع على الحوار المتمدن بعنوان قراءة في ثلاثية الحلم القرمطي للدكتور محيي الدين اللاذقي:لقد رجح اللاذقي عمل القرامطة السري ونشاط دعاتهم الى اوائل القرن الثالث الهجري اما ظهورهم العلني فقد اعتمد في تحديده على رواية الطبري والتي يراها اقرب الروايات الى التصديق والذي اشار الى ظهور القرامطة في احداث سنة 278هـ .. وقد اصاب اللاذقي بذلك لأن الطبري كان معاصراً للحركة القرمطية .. ولذلك يتأكد لنا ميل المؤرخين العرب الى الحط من شأن التنظيمات الراديكالية والذهاب بنسب قادتها الى اليهود وهذا ما لاحظه كولدزيهر الباحث في الشأن الاسلامي ص14).
قبل ظهور الحركة الى العلن فقد شهد عام 261 هـ/ 874 م نشاط حمدان بن الاشعث الذي استجاب للثائر الاهوازي العربي ( حسين الاهوازي) في جنوب العراق على اثرها نظم حمدان الدعوة في موطنه سواد الكوفة واتخذ مقراً له في كلواذا قرب بغداد وكان مساعده اخا زوجته عبدان , وعين العديد من دعاة ثورته في العراق وفي بعض مدن ايران , ودعا ابو سعيد الجنابي من المؤيدين للحركة جنوب ايران الى الدعوة القرمطية ونجح نجاحاً عظيماً وتوسع نفوذه في البحرين والمناطق المجاورة منه اليمامة وعًمان عام 873م ثم توسعت الى خراسان وبلاد ما وراء النهر.
لقد اعتمد هذا الثائر الاشتراكي حمدان بن الاشعث على القاعدة الشعبية والجماهيرية من الفقراء ومن جنسيات وعقائد دينية مختلفة , عكس ما اعتمد علية صاحب الزنج من طبقة العبيد فقط , اذ كانت حركة حمدان اممية وقد عارض فكرة الفقهاء الدينية وفق مقولة ( الأئمة من قريش) والذي عارضها قبلهم الخوارج واعتقدوا بأن الامامة تصلح حتى لو كان الامام عبداً حبشياً.
مباديء الحركة القرمطية
لحركة القرامطة التي نادى بها حمدان بن الاشعث وحسين الاهوازي بمشاعية الارض والاموال والتعاون والالفة لصالح الجميع , وقد فرض الضرائب على جماعته من محاصيل زراعية ومراكب السفن الراسية في البحر واستخراج اللؤلؤ لتقوية اقتصاد دولته , ولا يفرق بينهم وكان يوزع بيت المال بالتساوي بين جميع افراد دولته وقد دعا الى دعم الصناعات الحرفية من بيت المال ثم يسددوا ذلك بعد تمكن الحرفي مادياً . وكانت قرارات دولة القرامطة جماعية وليس للامام او صاحب الحركة دور في اتخاذ القرارات ورفض تجميع الاموال والحقوق له كما حدث في اغلب الدول الاسلامية.
وقد شكل مجلس سمي ( بمجلس العقدانيين) المكون من ستة اشخاص لاصدار القرارات الوزارية والاتفاق وتطبيق مبدأ الشورى .
اما الداعية الثاني ابي سعيد الجنابي فقد كان اقوى شخصية لدولة القرامطة التي امتدت من البحرين حتى البصرة وعًمان وقد دامت هذه الدولة قرابة اكثر من خمسة عشر عاماً من عام 286 هـ لغاية 301 هـ.
اقتصاد الدولة
اعتمدت حركة القرامطة في اقتصداها كما ذكرنا على جباية الضرائب من جميع المزارعين واستخراج اللؤلؤ والمواد التي يتم تصديرها الى دول الجوار ومنها الدولة العباسية عدى تصدير الذهب فقد حرّم ومنع تصديره , وكذلك الرسوم على الحجيج ومغانم الحروب وتحولت الاراضي جميعها للدولة أي ملك عام حسب نظام خاص لزراعة الاراضي وعائدية الانتاج لجميع الأفراد وقد دعا صاحب الحركة الى اقامة الطواحين المجانية لرفع المتاعب عن كاهل المرأة لطحن البذور لشعب دولة القرامطة والغاء الملكية الخاصة. 
ان السبب الذي دعى الى سك النقود من مادة الرصاص هو لمنع تهريب المال والذهب خارج حدود الدولة.اما مبدأ التعويض الاجتماعي وهو من مباديء دولة القرامطة حيث كان عند احتراق محل او بيت لأحد ابناء الشعب القرمطي يبنى له محل او بيت جديد وتعوض خسارة الفرد وكذلك الفلاح والحرفي , وقد ذكر الباحث السوري محمد امين جوهر ان دولة القرامطة كانت : تقدم العون المادي لمن يستطيع ان يبني عملاً او حرفة او زراعة وقامت الدولة ببناء المطاحن للحبوب لتخفيف العبء عن كاهل المرأة التي كانت تشارك بالعمل الرجل حيث تعتبر حقوق المرأة عند القرامطة متطورة عن باقي الدولة الاسلامية التي توالت الحكم عبر التأريخ.
لقد تمسك المواطن القرمطي بدولته التي آمنت بتأمين العدالة الاجتماعية وقضت على الفقر مما دعى الى الالتفاف مع الدولة ومقاتلة جيش المقتدر البالغ الثمانين الف محارب وحيث القرامطة الذي تصدى لهذا الجيش حسب اتفاق الباحثين لم يتجاوز الفان وسبعمائة مقاتل.
مكانة المرأة 
لقد كان للمرأة دور فعال في بناء الدولة والدعوة الى مساواتها مع الرجل والعمل في جميع المجالات واتخاذ القرارات السياسية الداعية الى تثبيت اركان الدولة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً والمكانة السامية لتحريرها من قيود الرجل ومشاركتها لأخيها الرجل وزوجها في العمل وتحمل اعباء المسؤولية. وقد فتحت دورات تعليمية لها كالكتابة والقراءة وكانت كتاتيبهم مختلطة من الاناث والذكور وتم سن قانون منع الزواج بأكثر من زوجة والغاء دفع المهر العالي للزوجة ولكن مهراً رمزياً.
سرقة الحجر الاسود
نتيجة لاستغلال الدولة العباسية للحجيج ودعم بيت المال للدولة العباسية واهمية شعائر الحج عند المسلمين وذهابهم كل عام الى الطواف حول الحجر الاسود وجباية الاموال للزائرين والحجاج , ارادت دولة القرامطة تدمير اقتصاد الدولة العباسية فدعا ابي سعيد الجنابي الى سرقة الحجر الاسود ونقله الى عاصمة القرامطة في البحرين حتى اعادته ايام الخليفة المعتضد مقابل دفع مبلغ خمسين الف دينار باتفاق مع سبنر بن الحسين القرمطي.
الجانب الاجتماعي
اما الدكتور محيي الدين اللاذقي نقلاً عن كتابة الباحث كامل داود في الحوار المتمدنالعدد3186( يعلل غزو الكعبة ونقل الحجر الاسود الى عدة اسباب :
1- ثأراً لقتلى معركة جنبلاء
2- اذلال الخليفة والحط من هيبة الدولة العباسية
3- فتوى الحج النظري التي اطلقها الحلاج ودفع حياته ثمناً لها.
4- الكسب الاقتصادي.
5- وفيما يتعلق بالهدف الاقتصادي فقد استثمره القرامطة ايما استثمار وتمرسوا بما يعرف( بذرقة الحج) فقد كانت عملية قطع طريق الحجاج شائعة قبل القرامطة, والبذرقة هي حماية تلك الطرق مقابل اتاوة مالية, وقد بلغت اتاوة القرامطة من الأخشيد وحدة حوالي 300 الف دينار لقاء ذلك.)
تعتبر الدولة القرمطية مثال الدولة الاشتراكية مثال للدولة الاشتراكية الذي دعا لها الفكر الماركسي والاحزاب الشيوعية ولكن كانت بدائية عبر مرحلة الاقطاعية وهي مرحلة من مراحل التطور الاقتصادي الاجتماعي الذي استغل الاقطاعي اصحاب الاراضي الفلاحين ايما استغلال من السخرة والعمل كخدم في بيوتهم وجر عرباتهم وسرقة عملهم هذا الاستغلال البشع واستعباد الانسان , فقد تبنت الحركة القرمطية مبدأ العدل والمساوات واحترام الانسان لأخيه الانسان ورفض الاستغلال والمظلومية وقد دعت مباديء الحركة الى ترك شرب الخمره والمحافظة على النظام العام وترك الزنا والامتناع عنه (كما اشاع بعض المؤرخين كبعض وعاض السلاطين و كالخطيب صاحب كتاب تأريخ بغداد باشاعة الزنا )و قد رفض تعدد الزوجات وزيارة القبور وتقبيل الاحجار ولكن كان حبهم لعلي وأهل بيتة بسبب عدالتهم الاجتماعية ويمثلوا العدل والمساواة ورفض المظلومية في دولة الامام علي وخلال خلافته.
لقد ذكر الباحث والمغترب ذياب مهدي آل غلام في بحثه( نواة الفكر الاشتراكي عند الامام علي – القرامطة نموذجاً) في موقع الناس: ان دولة القرامطة ترى فيها بعض ملامح الماركسية قبل ماركس بنيف والف عام.
افول الدولة الاشتراكية
لقد أًفلت هذه الدولة الاشتراكية المباديء في البحرين عام 450 هـ/1085 م بسبب الخيانة والتآمر من قبل بعض قادة العشائر وخوف الدولة العباسية من انتشار الفكر الاشتراكي القرمطي, فقد قاموا بعض رجال القبائل بالتمرد على حكام جزيرة القرامطة , فأخذت من ايدي القرامطة دولتهم عام 459 هـ/ 1067م وبشكل نهائي عندما هزم المتمردون المحليون الاسطول القرمطي, انهى عبد الله بن علي عويني شيخ عشيرة مرّه دولة القرامطة في البحرين وأقام سلالة القونيين بصفتهم اتباعاً للفاطميين,ولكن بقيت آثارهم في البحرين وعًمان حتى اوائل القرن الثامن عشر , ولكن المؤرخين لم ينصفوا هذه الدولة وصدق نقل اخبارهم فقد اتهمت بالمروق عن الملة وافتى الامام الغزالي بعدم قبول توبتهم حتى وان تابوا , اما الامام ابو حنيفة النعمان فقد افتى بالقتال الى جانب القرامطة حسب نص الخطيب البغدادي في تأريخةص82 .
لقد اكتنف هذه الحركة الكثير من الغموض والابهام بسبب هذه الافتراءات والتهم التي الصقت بهم, وقد ذكر القاضي عبد الجبار في تثبيت دلائل النبوة : ان القرامطة يبطنون الكفر والزندقة والتعطيل ويميلون الى المجون والخلاعة والانغماس في الشهوات واللذات , وقد كان المال سبب في تزوير التأريخ واحداثة والبعض يخاف من سطوة الخليفة والحاكم ولكن بعض كتب التأريخ تثبت عكس ذلك

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire