المصلحة الأمريكية في الخليج هي مصلحة صهيونية بالأساس
:بقلم أحمد الحباسي- تونس
المصلحة الأمريكية في الخليج هي مصلحة صهيونية بالأساس، وأمريكا لا تفكر في مصالحها فقط، فأمنها من أمن إسرائيل ومصلحتها الإستراتيجية من مصلحة إسرائيل، هذا هو الخط السياسي المستقيم الذي لا تقدر أية إدارة أمريكية مهما كان لونها على الابتعاد عنه، لكن المثير في مسألة العلاقة المترابطة بين الإدارة الأمريكية والمطبخ الصهيوني السياسي أنه لا أحد من الطرفين يهتم "بمشاعر" دول الخليج ولا بما يسمى نفاقا بالأمن القومي الخليجي أو السيادة الخليجية أو عدم التدخل في الشؤون الخليجية، ذلك أن دول الخليج لا تفكر أبدا بالمصلحة العربية العليا وهي تفتح أبوابها على مصراعيها وتلغى تأشيرة "العبور" من وإليها للمشروع الصهيوني الذي يدمر البنية التحتية لمفهوم القومية والعروبة والمصير المشترك.
لم يعد سرا أن دول الخليج قد باتت تحت الحراسة الصهيونية الأمريكية، ولم يعد سرا أن الأقمار الاصطناعية الغربية ترصد كل كبيرة وصغيرة حتى لا تتفاجأ الدول الخليجية بأي إزعاج أمنى أو إرهابي، والحماية الصهيو- أمريكية تؤمن كل شيء في الخليج بداية من حماية الأسر الحاكمة وخلفها إلى حماية المطارات والحدود مرورا بحماية المنشآت النفطية الحيوية للاقتصاد العالمي، وما تشاهدون طبعا من حماية "عربية" مقربة لحكام الخليج في حلهم وترحالهم هي مجرد مظاهر بروتوكولية لأن المخابرات الصهيونية هي من تقوم فعلاً بالحراسة وتحديد خط السير للمواكب الرسمية.
تحدث الخبير العسكري الصهيوني هيرش غودفان على صفحة الجريدة العبرية "جيروزالام بوست" المعروفة عن اتفاق غير مكتوب يتيح لإسرائيل الوقوف إلى جانب العرش السعودي ضد عدوان أية دولة عربية بما فيها مصر، ويشير المراقبون في هذا السياق إلى أن العلاقة المحتشمة بين إسرائيل والسعودية ليست وليدة اليوم أو وليدة الصدف، فالولايات المتحدة الأمريكية تعلم هشاشة النظام السعودي وعدم قدرته على الصمود سواء أمام المظاهرات الشعبية أو أي هجوم من دول الجوار وهي تعلم أيضا أن هذه الهشاشة والخوف السعودي هما العاملان الأساسيان اللذان يدفعان به إلى إبرام الصفقات العسكرية الخيالية والقبول بالحماية الصهيونية الأمريكية بل إلى تقديم التنازلات المبدئية في كل القضايا العربية بما في ذلك إعطاء الغطاء السياسي للمفاوضات العبثية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
زواج المتعة بين النظام السعودي والأنظمة الغربية ليس سرا، بحيث اعتاد النظام على الحماية الخارجية، بدأ ذلك مع بريطانيا وانتهى الأمر إلى علاقة مع الصهاينة، المثير في هذه العلاقة أن بقية الأنظمة الخليجية قد سحبت هذا الغطاء الصهيوني على مساحتها الجغرافية وبالتالي فإنه ليس عبثيا أن تصبح الجامعة العربية أكبر مكان ومنبر لتنفيذ المشروع الصهيوني بحكم تسلط هذه الأنظمة واحتجازها للقرار العربي بل من المهم الإشارة إلى أن هذه الأنظمة هي التي تدفع إلى التخلص من الملف الفلسطيني كفاتورة مسبقة تقدمها للكيان مقابل الحماية، لكن يبقى السؤال: لماذا لم تفتح السعودية إلى اليوم سفارة أو مكتب رعاية للمصالح الصهيونية في الرياض، يأتي الجواب واضحا ومعلوما، لأن النظام وشرعيته قائمان على الدين واستغلال الدين في مآرب الإرهاب وتقويض الأنظمة العربية الأخرى غير أنه كان متعذرا إقناع الشعب السعودي بعلاقة مباشرة مع الصهيونية العالمية وتم الاكتفاء بالمراسلات الجانبية وبالمبعوثين المختلفين الذين ينقلون وجهات نظر الطرفين
يقول الكاتب البريطاني سيمون هيرش في مقال بمجلة "نيويوركر" إن التحول في السياسة دفع السعودية وإسرائيل إلى ما يشبه العناق الاستراتيجي الجديد بما فتح مجالا لمحادثات مباشرة بين الطرفين برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، الملفت في هذه المحادثات القذرة أنها سمحت للسعودية بتقديم إشارات واضحة مطمئنة للكيان الصهيوني ونقل قلق الأنظمة الخليجية من المد الإيراني في المنطقة بما يعطى الدليل القوي على نشوء حلف غير معلن بين دول التآمر الخليجي وكيان الغصب الصهيوني وأول دولة إرهابية غربية في العالم، وعندما نشاهد اليوم ما يحصل في سورية ندرك أن هذا التحالف الدموي هو من ينفذ مشروع الفوضى الخلاقة لإسقاط أنظمة الدفاع الأولى عن الحقوق العربية لصالح مشروع تفتيت المنطقة إلى كيانات متفرقة لا رابط بينها.
مبادرة السلام التي رفعها النظام السعودي في قمة بيروت الشهيرة تسقط حق العودة للفلسطينيين وتحتوي على بنود تفرض رفع العلم الصهيوني فوق أبنية العواصم العربية بما فيها مكة المكرمة بمجرد قبول إسرائيل بالعودة ولو شكليا لحدود 1967، تقديم المبادرة بهذا الشكل يؤكد للمتابعين أنها مبادرة صهيونية بالأساس، خاصة وأن جملة بنودها تتعارض تماما مع مقررات قمة الخرطوم التاريخية، الفرق الوحيد بين القمتين أن الأولى قد كان للرئيس عبد الناصر دور في قرارها والثانية قد كان للملك عبد الله دور في تقديم هذه المبادرة البائسة في غياب معارضة عربية قوية تدفعه إلى سحب هذه المهزلة، ولأن العالمين ببواطن السياسة العربية يدركون أن السعودية لم تكن قادرة على تقديم مثل هذا العبث بالمصلحة العربية في وجود زعيم مثل الرئيس عبد الناصر أو حافظ الأسد فقد تنبه الجميع إلى أن المبادرة هي جزء من المؤامرة السعودية حتى يضمن بقاء واستمرار العرش السعودي.
من المؤسف أن تقدم دول الخليج كل هذه التنازلات المؤلمة للضمير العربي مقابل بقائها على العروش، من المؤسف أن تدفع الدول النفطية فواتير التدخل العسكري الأمريكي الصهيوني التركي في المنطقة العربية، من المؤسف أيضا أن تدفع هذه الدول المتآمرة حلف الناتو وتعطيه الغطاء السياسي لإسقاط النظام الليبي وإحلال محله نظام إرهابي في كل عناوينه يهدد السلم الإقليمي، وفي النهاية لا بد من التنبيه أن كل هذه التنازلات لن تعطي الراحة التامة لهذه الأنظمة لأن رياح التغيير آتية لا ريب فيها، والنار الإرهابية سوف تأكل هذه العروش الآيلة للسقوط مهما تعرت هذه الأنظمة وفقدت ما يستر عورتها الأخلاقية والدينية
المصلحة الأمريكية في الخليج هي مصلحة صهيونية بالأساس، وأمريكا لا تفكر في مصالحها فقط، فأمنها من أمن إسرائيل ومصلحتها الإستراتيجية من مصلحة إسرائيل، هذا هو الخط السياسي المستقيم الذي لا تقدر أية إدارة أمريكية مهما كان لونها على الابتعاد عنه، لكن المثير في مسألة العلاقة المترابطة بين الإدارة الأمريكية والمطبخ الصهيوني السياسي أنه لا أحد من الطرفين يهتم "بمشاعر" دول الخليج ولا بما يسمى نفاقا بالأمن القومي الخليجي أو السيادة الخليجية أو عدم التدخل في الشؤون الخليجية، ذلك أن دول الخليج لا تفكر أبدا بالمصلحة العربية العليا وهي تفتح أبوابها على مصراعيها وتلغى تأشيرة "العبور" من وإليها للمشروع الصهيوني الذي يدمر البنية التحتية لمفهوم القومية والعروبة والمصير المشترك.
لم يعد سرا أن دول الخليج قد باتت تحت الحراسة الصهيونية الأمريكية، ولم يعد سرا أن الأقمار الاصطناعية الغربية ترصد كل كبيرة وصغيرة حتى لا تتفاجأ الدول الخليجية بأي إزعاج أمنى أو إرهابي، والحماية الصهيو- أمريكية تؤمن كل شيء في الخليج بداية من حماية الأسر الحاكمة وخلفها إلى حماية المطارات والحدود مرورا بحماية المنشآت النفطية الحيوية للاقتصاد العالمي، وما تشاهدون طبعا من حماية "عربية" مقربة لحكام الخليج في حلهم وترحالهم هي مجرد مظاهر بروتوكولية لأن المخابرات الصهيونية هي من تقوم فعلاً بالحراسة وتحديد خط السير للمواكب الرسمية.
تحدث الخبير العسكري الصهيوني هيرش غودفان على صفحة الجريدة العبرية "جيروزالام بوست" المعروفة عن اتفاق غير مكتوب يتيح لإسرائيل الوقوف إلى جانب العرش السعودي ضد عدوان أية دولة عربية بما فيها مصر، ويشير المراقبون في هذا السياق إلى أن العلاقة المحتشمة بين إسرائيل والسعودية ليست وليدة اليوم أو وليدة الصدف، فالولايات المتحدة الأمريكية تعلم هشاشة النظام السعودي وعدم قدرته على الصمود سواء أمام المظاهرات الشعبية أو أي هجوم من دول الجوار وهي تعلم أيضا أن هذه الهشاشة والخوف السعودي هما العاملان الأساسيان اللذان يدفعان به إلى إبرام الصفقات العسكرية الخيالية والقبول بالحماية الصهيونية الأمريكية بل إلى تقديم التنازلات المبدئية في كل القضايا العربية بما في ذلك إعطاء الغطاء السياسي للمفاوضات العبثية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
زواج المتعة بين النظام السعودي والأنظمة الغربية ليس سرا، بحيث اعتاد النظام على الحماية الخارجية، بدأ ذلك مع بريطانيا وانتهى الأمر إلى علاقة مع الصهاينة، المثير في هذه العلاقة أن بقية الأنظمة الخليجية قد سحبت هذا الغطاء الصهيوني على مساحتها الجغرافية وبالتالي فإنه ليس عبثيا أن تصبح الجامعة العربية أكبر مكان ومنبر لتنفيذ المشروع الصهيوني بحكم تسلط هذه الأنظمة واحتجازها للقرار العربي بل من المهم الإشارة إلى أن هذه الأنظمة هي التي تدفع إلى التخلص من الملف الفلسطيني كفاتورة مسبقة تقدمها للكيان مقابل الحماية، لكن يبقى السؤال: لماذا لم تفتح السعودية إلى اليوم سفارة أو مكتب رعاية للمصالح الصهيونية في الرياض، يأتي الجواب واضحا ومعلوما، لأن النظام وشرعيته قائمان على الدين واستغلال الدين في مآرب الإرهاب وتقويض الأنظمة العربية الأخرى غير أنه كان متعذرا إقناع الشعب السعودي بعلاقة مباشرة مع الصهيونية العالمية وتم الاكتفاء بالمراسلات الجانبية وبالمبعوثين المختلفين الذين ينقلون وجهات نظر الطرفين
يقول الكاتب البريطاني سيمون هيرش في مقال بمجلة "نيويوركر" إن التحول في السياسة دفع السعودية وإسرائيل إلى ما يشبه العناق الاستراتيجي الجديد بما فتح مجالا لمحادثات مباشرة بين الطرفين برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، الملفت في هذه المحادثات القذرة أنها سمحت للسعودية بتقديم إشارات واضحة مطمئنة للكيان الصهيوني ونقل قلق الأنظمة الخليجية من المد الإيراني في المنطقة بما يعطى الدليل القوي على نشوء حلف غير معلن بين دول التآمر الخليجي وكيان الغصب الصهيوني وأول دولة إرهابية غربية في العالم، وعندما نشاهد اليوم ما يحصل في سورية ندرك أن هذا التحالف الدموي هو من ينفذ مشروع الفوضى الخلاقة لإسقاط أنظمة الدفاع الأولى عن الحقوق العربية لصالح مشروع تفتيت المنطقة إلى كيانات متفرقة لا رابط بينها.
مبادرة السلام التي رفعها النظام السعودي في قمة بيروت الشهيرة تسقط حق العودة للفلسطينيين وتحتوي على بنود تفرض رفع العلم الصهيوني فوق أبنية العواصم العربية بما فيها مكة المكرمة بمجرد قبول إسرائيل بالعودة ولو شكليا لحدود 1967، تقديم المبادرة بهذا الشكل يؤكد للمتابعين أنها مبادرة صهيونية بالأساس، خاصة وأن جملة بنودها تتعارض تماما مع مقررات قمة الخرطوم التاريخية، الفرق الوحيد بين القمتين أن الأولى قد كان للرئيس عبد الناصر دور في قرارها والثانية قد كان للملك عبد الله دور في تقديم هذه المبادرة البائسة في غياب معارضة عربية قوية تدفعه إلى سحب هذه المهزلة، ولأن العالمين ببواطن السياسة العربية يدركون أن السعودية لم تكن قادرة على تقديم مثل هذا العبث بالمصلحة العربية في وجود زعيم مثل الرئيس عبد الناصر أو حافظ الأسد فقد تنبه الجميع إلى أن المبادرة هي جزء من المؤامرة السعودية حتى يضمن بقاء واستمرار العرش السعودي.
من المؤسف أن تقدم دول الخليج كل هذه التنازلات المؤلمة للضمير العربي مقابل بقائها على العروش، من المؤسف أن تدفع الدول النفطية فواتير التدخل العسكري الأمريكي الصهيوني التركي في المنطقة العربية، من المؤسف أيضا أن تدفع هذه الدول المتآمرة حلف الناتو وتعطيه الغطاء السياسي لإسقاط النظام الليبي وإحلال محله نظام إرهابي في كل عناوينه يهدد السلم الإقليمي، وفي النهاية لا بد من التنبيه أن كل هذه التنازلات لن تعطي الراحة التامة لهذه الأنظمة لأن رياح التغيير آتية لا ريب فيها، والنار الإرهابية سوف تأكل هذه العروش الآيلة للسقوط مهما تعرت هذه الأنظمة وفقدت ما يستر عورتها الأخلاقية والدينية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire