بناء الأمة هي المرحلة الضرورية لكل حركة ثورية
كثيرا ما نسمع التيارات
المتسترة بالدين كحركة النهضة أو حزب التحريرو التيارات السلفية يتكلمون عن الأمّة
الإسلامية و يرومون إقناعنا بأنها أشمل و أبلغ من مفهوم القومية و الوطنية مدّعين
أن الأمّة ذكرت في القرآن الكريم أمّا القومية و الوطنية لم يقع ذكرها فيه و
بالتالي فهي مستوردة و لا تنبع من ذاكرتنا و لا من تراثنا و لا من ديننا الحنيف و
قبل الإجابة عليهم لزاما علينا أن نورد مفهوم الأمّة في التاريخ و في علم الإجتماع
و الأمة كما وردت في القرآن الكريم
و يمكن تلخيص معناها تاريخيا و لغويا بأنها جماعة من الناس تقطن أرضا معينة لفترة
طويلة و تربط بينهم اللغة و التاريخ و العادات و الشعور بالإنتماء و تقاسم الأعباء
و قد تدعّم هذا المفهوم في عصرنا الحالي بإضافة الدورة الإقتصادية الموحدة و
بالسوق المشتركة للعناصر سابقة الذكر و بالرجوع للقرأن الكريم نجد للأمّة العديد
من المعاني و الإشارات :
فقد تكررت الاشارة اليه في القرءان والحديث ليدل على معاني عديدة اهمها:
المعنى الاول :الانسان + الرسالة
واما عن الانسان قد يكون فردا واحدا كقوله تعالى
(ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين)
قد يكون الانسان جماعة من العلماء والدعاء يحملون رسالة اصلاحية كقوله تعالى:(ومن
قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون)
وقد يكون الانسان طائفة او قبيلة لها معتقداتها ونهجها كقوله تعالى
(وقطعناهم اثني عشرة اسباطا امما)
وقد يكون الانسان جيلا واحد له فكر واحد ولون حضاري واحد كقوله تعالى
(تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم)
وقد يكون الانسان مجموعة متميزة بالتزامها مثل الرسالة ومبادئها مثل قوله تعالى
(كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وبه تؤمنون)
المعنى الثاني: ورد مصطلح امة ليعني منهاج الحياة كقوله تعالى
(انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مهتدون)
المعنى الثالث: ورد مصطلح امة ليعني فترة زمنية كقوله تعالى
(وقال الذي نجا وادكر بعد امة)
المعنى الرابع:ورد مصطلح امة ليعني مجموعة من الناس لها مهنة واحدة كقوله
تعالى(ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون )
المعنى الخامس : ورد مصطلح امة ليشير الى المخلوقات الاخرى من الحيوانات والطيور
والحشرات كقوله تعالى:
(وما من دابة في الارض ولاطائر يطيربجناحيه الا أمم مثلكم)
فكلمة أمّة في علم الإجتماع أوضح رؤية و تمكننا من طريق سوي نحو الهدف أما في
القرآن الكريم لم يكن لها معنا واحدا و لم تشر للعباد فقط لهذا كل واحد يمكنه
الإدعاء بأنه أخذها من القرآن الكريم فإنه سيضيف لها من عندياته ما يريده أو ما
أوعز له من أعدائنا لهذا و خوفا من تحميل النص ما لا يحتمل علينا بالرجوع لعلم
الإجتماع و تحديد مفهوم الأمة لتجنب اللبس والخديعة و التستر الكاذب بالدين
لمحاربة كل من يناضل من أجل بناء أمّة العرب أو أي أمّة أخرى خدمة لأجندات غربية و
رجعيات محلية التي تعمل جاهدة على تفتيت الكيانات الكبرى و منع تكون كيانات جديدة
صلبة لتبقي على تحكمها في العالم ومن السيطرة و مواصلة التحكم في خيراته هذه
التيارات و مفاهيمها هي السمّ في الدسم و الورم الخبيث في جسم بلداننا لتنخرها و
تمنع تقدّمها و بناء أمّتها و التمتع بخيراتها و بالطاقة الخلاّقة لأبنائها و
بناتها
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire